صحفي حرعضو جديد
عدد المساهمات : 35
تاريخ التسجيل : 18/08/2010
العمر : 40
| موضوع: جوهرة الادب العراقي (حينما يدخل الالحاد قهرا) الأحد أغسطس 22, 2010 1:49 pm | |
| | جوهرة الادب العراقي
(حينما يدخل الالحاد قهرا)
نشأت صداقة حميمة بين والديهما رغم تنافر مععتقداتهما الدينية فكان الاستاذ فاضل يمثل الشيوعية المار**ية حتى كأنه في شعاراته امة لوحده بينما كان صديقه عبد العال نموذج المسلم المحافظ على دينه وعروبته نبعت هذه الصداقة من ثقة كل منهما بصاحبه وجاره وحسن ظن كل منهما بالآخر كان لاستاذ فاضل ولد واحد اسمه ياسر كان فرحة الدنيا وسعادتها لوالديه لذالك قررالوالدان ان يكتفيا به حتى لايشغلهما حب غيره عن حبه ومرت عشر سنوات مملوءة بالدعاء والدموع كانت فيها زوجة عبد العال تصارع الامراض والاوجاع حتى رزقها الله ببنت اسمها دعاء توفيت على اثر ولادتها الوالدة المريضة ومرت الايام والسنين وترعرع ياسر يقتبس من عطف والدته وحنانها ليفيضه على حبيبة طفولته دعاء التي حرمها القدر من حنان الام وكان ياسر كثيرا ماكان يشكر الله لانه بقرارة نفسه قد ابدع في خلقة دعاء فكانت آية من آيات الجمال والبراءة
فتمتعت دعاء كثيرا بعناية الوالد وهو يحوطها بين عينيه فيما إذا سقطت دعاء او تألمت كان ياسر هو من يفترش قلبه ويديه ليتألم قبل دعاء وكان يظن ياسر في قرارة نفسه ان دعاء تحوطها العناية الالهية لانها كانت سرعان ماتتشافى من الامراض فكان كثيرا ما يرنوا ياسر بطرفه الى السماء مخاطبا (شكرا لانك ابدعت خلقها وشكرا لانك تحميها ) هكذا كانت العلاقة بين ياسر ودعاء تجلوها البراءة والصفاء ومرت السنوات وكان ياسر يدرس في المعهد القضائي في بغداد بينما دعاء مازالت طالبة الاعدادية والبنت اليتيمة فكان على والدها ان يحميها من مخالب الذئاب وعيون الغربان فقرر ان تدخل دعاء في سلك الحوزة النسوية وقع هذا الخبر على ياسر كوقع الصاعقة فمانع ورفض كونه صديق الطفولة وكونه سوف يخطب دعاء في حلول العطلة الصيفية لكن والد دعاء ابى الا ان تسلك دعاء طريق الحوزة النسوية حفاظا عليها من ما يخبئه الدهر فقال ياسر ياعم هناك من يتكفل بها وهو خالقها ويحميها فلماذا تتكفل بحمايتها الى من لايستطيع ان يحمي نفسه
الا إن إصرار عبد العال على دخول ابنته دعاء سلك الحوزة النسوية كان غيرقابلا للتغيير وهكذا أخذ عبد العال بيده ذالك الملاك البريئ ومضى الى دار وكيل السيد السيستاني في مدينته (العمارة) سيد مناف الناجي وطلب منه ان يوافق على ان تكون ابنته دعاء من طالبات الحوزة فوافق وكيل السيستاني على هذا الطلب بل وشكر عبدالعال على حسن تفكيره ان اتى بهذا الملاك ليكون في حماية الحوزة وطريق النور والعبادة لاطريق الموضة والازياء وبين ليلة وضحاها اصبحت دعاء من طالبات الحوزة عند وكيل السيستاني (هنا اختار المؤلف ان يستقطع هذا الجزء من حياة دعاء في الحوزة ليكون القارئ اكثر تلهفا وإشتياقا لما ستؤول اليه الرواية )
ظل ياسر متلهفا يعد الدقائق والثواني لكي تقترب العطلة الصيفية ويلتقي بقلبه الذي تركه في مدينة العمارة وكان يقضي معظم اوقات فراغه في بغداد بتصفح الشبكة العنكبوتية وفجأة صعقه خبر قرأه واقتلعه من مكانه واوقف شعر رأسه كان عنوان الخبر(وكيل السيستاني في مدينة العمارة يزني بطالبات الحوزة ) لم يقرأ الخبر قراءة وإنما التهمه إلتهاما هووصوره ومواضيعه وروابط فيديوهاته إرتعش من اخمصقدميه الى ام راسه وهو يحاول إخراج الموبايل والاتصال بدعاء ولكن موبايل دعاء مغلق هرع مسرعا ونسي إطفاء الحاسوب وهو يحاول الاتصال بدعاء ولكن دون جدوى فاتصل بوالده مستفسرا عن الخبر الصاعقة فاجابه والده بالايجاب فساله عن دعاء فقال له والده بعد صمت (إنها بخير) كان مؤشرالسرعة فيالسيارة التي اتقلها ياسر يشير الى 140 كم ويحاول ياسر لو إنه الان يطير بطيارة اسرع من الصوت وظلت تتقاذفه الافكار حتى وصل الى مدينة العمارة وهرول مباشرة الى بيت دعاء ولكن البيت مغلقة ابوابه مهجورة أنواره فأسرع يحث الخطى الى ان وصل الى بيته وهناك وجد والداه بإنتظاره
ياسر* ابي صحيح هذا الخبر
والد ياسر* نعم ياولدي ياسر* أبي ودعاء هل حصل معها مكروه والد ياسر* نعم ياولدي وإن مصيبة دعاء لكبيرة ياسر* كيف ياوالدي والد ياسر* لقد اعتدى عليها وكيل السيستاني بمساعدة قوادة الحوزة ياسر* واين دعاء الان ياأبتي والد ياسر*إنها في منزل شيخ عشيرتها ياولدي وادخلها مع بناته خوفا عليها من القتل يهرول ياسر مسرعا الى غرفة والده ويخرج مسدسا كان لوالده والد ياسر* الى اين يا ولدي ياسر*سأقتل هذا السافل والد ياسر*وهل تعتقد ان الناس حيا لو وقع بأيديهم ياسر* واين هو الان ياأبتي والد ياسر* لقد هرب الى بيت السيستاني دخيلا وقداجاره السيستاني ياسر* وهل علم السيستاني بالذي فعله وكيله والد ياسر* نعم ياولدي لقد ارسلت العشائر تهديدها الى بيت السيستاني تطالبه بتسليم وكيله للقصاص ياسر* وماذا كان جواب السيستاني والد ياسر* قال ان مناف ليس وكيله وهو يقول انه لم يجيره ياسر* ولااحد يعلم مكانه الان والد ياسر* كلا ياولدي
يسقط ياسر جاثيا على ركبتيه ويرفع راسه مخاطبا السماء والدموع تسفح على خديه
((إلهي خلقتها فابدعت جل وشأنك فيها فمالك سيدي لم تستطع حمايتها )) فربت والده على كتفه وقد فاضت عيناه بالدموع ياولدي لاتاخذ بك الظنون بعيدا فإلهك نعم الحامي ولكن والدها اراد حماية الحوزة لها أتذكر كلامك لوالدها حينما رفضت انت ان تدرس دعاء في الحوزة (**ياعم هناك من يتكفل بها وهو خالقها ويحميها فلماذا تتكفل بحمايتها الى من لايستطيع ان يحمي نفسه**) وبقي ياسر يردد والدموع تنهل من عينيه ((إلهي خلقتها فابدعت جل وشأنك فيها فمالك سيدي لم تستطع حمايتها ))
منقول |
|