لا أريد
منك قربا
منك بعدا
لا أريد..
بل بين الأمرين..
تحرقني بنيران الشوق تارة
وتثلج صدري بهمسات الحب أخرى
لا أريد
منك حبّا
منك عشقا
لا أريد..
بل جنونا
غراما
هياما
يحطّم فيّ..بعض الكبرياء
يمزّق صفحات..زخرفت حروفها
بعناوين الجفاء
ويمحو من ذاكرتي..دهرا مضى
وأنت عنّي..بعيد
لا أريد
نظرة منك..لا أريد
بل حدّق فيّ
طويلا طويلا
وخذ عينيّ
لترى فيهما..ما أرى
وانظر كيف رشقات سهامك
عن مداي لا تميد..
لا أريد
منك شعرا
منك نثرا
لا أريد..
بل خطوة تتلو خطوة
تزيل بيني وبينك المسافات
فتقترب..وتصبح جزءا منّي
وظلّك..وظلّي
توحدهما..طقوس العشق المقدّس
فأنذر روحي..قربانا لحبّ سرمديّ
اعتنقت سيدي
حبا جاهليّا..مجنونا
وكفرت بمقدسات الحياء
فحين تلفني أنفاسك
وتحيط بعالمي همساتك
حينها
سأقتل حروفي البريئة
وأصرخ بأعلى صوت
وأنطق سطورا جريئة
هلمّ إليّ
حبيبي..هلمّ إليّ
وضمّني إلى صدرك طويلا طويلا
حتى تنقطع أنفاسي
وتطبق أضلاعك على قلبي
فتتوحد نبضاتنا
ويعانق الشريان الوريد
لا أريد
أحلام يقظة هوجاء..لا أريد
بل سأسطر بأناملي
الحقيقة الوحيدة..في عالمي
سأكون سلطان الهوى
وقاضي الغرام
وسأحكم عليك سيدي
بالإعدام
أو ربما سأزيد
سجن مؤبد
في قصر ليس فيه سواي
كل ركن من أركانه..
يروي حكاية من حكاياي
لن تستطيع الفرار..
فعلى أعتاب القلعة المحصنة
جبار عتيد
لا أريد..
منك رثاءا
منك هجاءا
لا أريد..
أتطلب مني أن أعيش بعيدا عنك
عمرا مديد؟!..
كيف؟!..
وقلبي غير نبض حبك..
لا يجيد..
لا يجيد..
بقلمي المتواضع